صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/75

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٧١ –

التى جاء ليصوغ منها الحياة.. إنه لا يملك شيئاً من هذا كله وهو عقيدة مستمرة فى الضمير، أو صلاة خاشعة في المسجد، أو مناجاة بين العبد ومولاه.

والذين يتحدثون عن الإسلام وانتفاء حاجته إلى الحكم؛ أو عن إمكان تحققه فى الحياة دون تحكيمه فى الحياة.. إنما يلقون حديثاً فيه من التفاهة والقزامة ما لا يرتفع إلى شرف المناقشة واحترام الجدل ! إنهم لا يدلون بهذا على جهلهم لطبيعة هذا الدين من أساسها، ولا بعدهم عن الإلمام بحقائقه البسيطة التى يلام على جهلها المبتدئون؛ بل يدلون على جهل بكل مقوّمات الطبيعة البشرية، وكل العوامل المؤثرة فى تكوين المجتمعات، وكل الثقافات الضرورية لاستقبال الحياة، بله الحكم على الحياة!

ولكن القزامة والتفاهة الفاشية عند الكثيرين فى هذا الجيل، وسطحية التفكير وضحالة الثقافة، تقبل مثل هذا الكلام أحياناً، حتى ليردده وزراء فى الحكم، لا يخجلون أن يطلع الناس فى مصر وفى غير مصر على مدى ما يتمتعون به من سذاجة وغفلة، ومن سطحية وبعد عن الثقافة – وهم الذين يدعون أنفسهم أو يدعوهم الناس «مثقفين»!

فى العالم المسيحى الغربى يدخل الفرد إلى الكنيسة فيستمع إلى المواعظ والتراتيل؛ وقد يخشع قلبه، وهو ينصت إلى صوت الواعظ المؤثر، وإلى