صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/74

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

لابدّ للإسلام أن يحكم

إذا أريد للإسلام أن يعمل، فلابد للإسلام أن يحكم؛ فما جاء هذا الدين لينزوى فى الصوامع والمعابد، أو يستكن فى القلوب والضمائر؛ إنما جاء ليحكم الحياة ويصرفها؛ ويصوغ المجتمع وفق فكرته الكاملة عن الحياة، لا بالوعظ والإرشاد، بل كذلك بالتشريع والتنظيم. جاء ليترجم مبادئه ونظرياته، نظاما وحياة، ويجعل أوامره ونواهيه مجتمعاً حياً وناساً من اللحم والدم، يدبون على هذه الأرض، ويمثلون بسلوكهم ونظام حياتهم، وعلاقات مجتمعهم، وشكل حكمهم.. مبادئ هذا الدين وأفكاره، وقوانينه وتشريعاته.

ومما سبق عرضه من مشكلات اجتماعية وقومية، وطريقة علاج الإسلام لها، يتبين بما لا لَبْسَ فيه ضرورة الحكم للإسلام. وإلا فكيف يواجه هذه المشكلات وسواها، وكيف يعالجها ويجد لها الحلول؟

إنه لا يملك توزيع الثروة طبقاً لحاجات المجتمع، أو تحقيق العدالة بين الجهد والجزاء، أو منح الجميع فرصاً متكافئة فى الحياة، أو تجنيد القوى المعطلة للعمل والإنتاج، أو دفع الدولة إلى اتخاذ موقف معين فى المجتمع الدولى، أو تجنيد الجيوش وإعداد القوى ... أو.. أو.. مما يمثل مبادئه الأساسية التى يقوم عليها كيانه ذاته فى فكرته الكلية