صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٦٧ –

ولو كان الأمر للإسلام لجند الجميع للعمل، فإن لم يجدوا فالدولة حاضرة؛ وحق العمل كحق الطعام؛ فالعمل زكاة للأرواح والأجسام، وعبادة من عبادات الإسلام، التي يجب أن تقيمها الدولة وتهيئ لها السبل؛ والبطالة مفسدة، وعلى الدولة أن تقى المجتمع عواقبها، وتأخذ الطريق على أسبابها؛ فمن أتاها بعد ذلك طوعا، فعلى الدولة أن تصده عنها، وأن تجنده للعمل ما استطاع.

مشكلات أخرى يحلها الإسلام

وبعد. فإن الإسلام لا يحل لنا المشكلات الاجتماعية وحدها، ولا يقف بنا داخل حدودنا الداخلية فى عزلة وانزواء.

إنه يمنحنا الذاتية الشخصية التىي تبرز بها فى المجتمعات الدولية فالإسلام عقيدة استعلاء واعتداد، وهو يأبى علينا أن نكون ذيلا وإمعة، أو أن نسلم زمامنا إلى كتلة شرقية أو غربية، أو أن نقف تحت لواء غير لواء الإسلام. اللواء الذى يمكن أن تجتمع إليه كتلة ضخمة يتجاوز تعدادها ثلاثمائة مليون؛ والتي تتحكم بمراكزها الاستراتيجية، وبمواردها الطبيعة، فى كتلتى الغرب والشرق سواء. لو كان لها علم واحد تؤوب إليه، وتصطف تحته فى استعلاء الإسلام وعزة الإسلام.

إنه ليس من الضرورى الآن أن تكون هنالك حكومة واحدة في تلك الرقعة الفسيحة؛ إنما المهم أن تتكتل تحت لواء واحد؛ فالإسلام هو