صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/70

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٦٦–

الدافعة على العمل، وحساسية الضمير التى تشيها العقيدة. فتمت تلك الحلقة المفرغة الأليمة التى لا يحطمها إلا الإسلام.

إن الإسلام ليحارب روح البطالة بكل روحه، ويكافح أسبابها بالوسائل التى أسلفنا. فيعالجها فى عالم الضمير والشعور، وفى دنيا العمل والواقع. فالبطالة هى أعدى أعدائه على أى لون وفى أى وضع، وفى جميع الصور والأشكال.

الإسلام عدو التبطل الناشئ عن تكدس الثراء؛ فلا جزاء إلا على الجهد، ولا أجر إلا على العمل. فأما القاعدون الذين لا يعملون، فثراؤهم حرام، وأموالهم حرام، وعلى الدولة أن تنتفع بذلك الثراء لحساب المجتمع؛ وألا تدعه لذلك المتبطل الكسلان.

والإسلام عدو التبطل الناشئ عن الكسل، وحب الدعة، والاسترزاق من أيسر السبل كالاستجداء. وهو ينذر الذين يتسولون وهم قادرون: أن يأتوا يوم القيامة وليس فى وجوههم مزعة لحم!

والإسلام عدو التبطل باسم العبادة والتدين! فالعبادة ليست وظيفة حياة؛ وليس لها إلا وقتها المعلوم ﴿فإِذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله وتمضية الوقت فى التراتيل والدعوات بلا عمل منتج ينهى الحياة، أمر لا يعرفه الإسلام؛ ولا يقر عليه تلك الألوف المؤلفة فى مصر التي لا عمل لها إلا إقامة الصلوات فى المساجد أو تلاوة الأدعية والأذكار فة الموالد!