صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/72

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٦٨ –

الإسلام، وقوانينه هى قوانينه، وشخصيته من القوة والوضوح بحيث لا تتدغم ولا تنبهم فى نظام آخر، وروحه من القوة بحيث لا تخضع للتلاشي والفناء.

إنما نحن مستعمرات ومناطق نفوذ، لأننا تخلينا عن هذا الروح، فتخلى عنا، وخجلنا من الوقوف تحت لوائه فأنف منا؛ وتهنا فى غمار الآخرين، ففقدنا شارة العزة والاستعلاء والاحترام.

فلنعتزم أن تسلك الطريق الوحيد الذى يرد إلينا اعتبارنا بين كتلتى الشرق والغرب، ويمنحنا احترامنا فى نظر الجميع. وقد يرد للعالم طمأنينته وأمنه، حين تنهض الكتلة المسلمة، فتمسك بيدها ميزان التوازن والسلام؛ وتضع حدا لهذا الجنون الذى تزاوله الكتلتان بإثارة حرب ثالثة، لأنها تقف وجها لوجه، تنازع وتتصارع علينا.. نحن الممتلكات والمستعمرات والأشياء!

حينئذ لا ينعق الناعقون فى أرض الإسلام من هنا ومن هناك: انضموا إلى هذا المعسكر أو ذاك! كأنه لا سبيل لنا إلا هذا أو ذاك؛ وكأنه لا مفر من أن تكون أبداً فى ذيل القافلة، ولا يكون لنا يوماً كيان مستقل، ووجود محترم؛ وكأننا لا نملك أن تبرز إلى الوجود كتلة ثالثة تمسك بيدها ميزان التوازن، وتمثل فلسفة اجتماعية خاصة، قائمة على فكرة الإسلام الكلية التى تتضمن محاسن الاشتراكية