صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/64

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٦٠ –

إن المرافق العامة يجب أن تبقى ملكا للشعب؛ وحصيلة استغلالها يجب أن تعود لخزانة الشعب لا لخزائن الأفراد.. هذا هو الإسلام!

عدم تكافؤ الفرص

لا يكره الإسلام شيئاً كما يكره اختلال المساواة فى أية مصورة من الصور، وفى أى وضع من الأوضاع، ولا ينفى شيئاً من محيطه، كما ينفى التفاوت بسبب المولد أو الجنس أو اللون أو الثراء.. إنه يقر مبدأ التفاوت فى الطاقة والمقدرة؛ ولكن الجميع يجب أن تتاح لهم فرص متكافئة، فإذا سبق أحد موهبته وحدها، لا بأى اعتبار آخر، فذلك هو السبق الوحيد الذي يقره الإسلام.

ليس أحد بمولده خيراً من أحد؛ والولادة فى أى بيت علا أو هبط، لا تمنح الفرد مزية زائدة، ولا تسلبه مزية قائمة. وما عادى الإسلام شيئاً كما عادى فكرة الطبقات.

ويخلط بعض الناس فى فهم الإسلام، فيفهمون آية: ﴿ورفعنا بعضهم فوق بعض درجت بأنها إقرار النظام الطبقات فى الإسلام. وفى مجتمع مريض كمجتمعنا وحده يمكن أن يفهم هذا المعنى!.. إن الارتفاع هنا فردى لا طبقى، فردى قائم على الموهبة الشخصية، لا طبقى قائم على المولد فى طبقة. فالموهبة الفردية تهيئ. لصاحبها مكانه باستحقاق أما الولادة فى بيت فلا ترتب لصاحبها مقاماً واحداً لا يستحقه باستعداده