صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/57

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٥٣ -

فى وجوه معينة، تجبيها كلا ثم تنفقها أجزاء.. وليست إحساناً فرديا يخرج بعينه من يد ليعطى بعينه إلى يد. وإذا كان بعض الناس اليوم يخرجون زكاة أموالهم، فيوزعونها بأيديهم، فذلك ليس النظام الذى فرضه الإسلام. إنما يصنع هذا البعض ذلك، ويسلك هذا الطريق المباشر، لأن الدولة لا تجبى هذه الضريبة بيدها، لتنفقها هى بمعرفتها فى تلك الوجوه القابلة للتصرف بحسب تغير الأحوال.

ولكن الغفلة والاستغفال يبلغان فى مصر، أن يتحدث الناس عن الزكاة على أنها إحسان فردى يذل النفوس، ويعوّدها الاستجداء!.

والجرأة على الحقائق السافرة الأولية إلى درجة التبجح، لا تنشأ إلا من غفلة المستمعين أو القراء إلى حد البلاهة وكلاهما يتوافر فى البيئة المصرية والحمد لله! بل يتوافر فى بيئة من يسمونهم «المثقفين»! الذين يستمعون لكل طاعن فى نظم الإسلام بترحيب وبشاشة، لكى يثبتوا أنهم مثقفون حقاً! ألسنا في عصر الأقزام وجيل الأقزام؟!

***

على أية حال لنمض فى طريقنا لبيان المبادئ الأساسية فى الإسلام عن مشكلة سوء توزيع الملكيات والثروات.

لقد رأينا أن الإسلام لا يعترف بملكية لم تقم على أساس صحيح