صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/56

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٥٢ -

إن الدولة هى التى تجمع هذه الضريبة كما تحصل أية ضريبة؛ وإن الدولة هى التى تتولى إنفاقها بنظام معين، قابل للتطور حسب حاجات المجتمع وأوضاعه. فأين هى الذلة فى نظام كهذا النظام؟ إن المغرضين والمتحايلين يحاولون دائماً أن رسموا صورة واحدة مزورة لعملية الزكاة: غنى يتبرع ويتصدق، وفقير يأخذ ويشكر! ويد عليا معطية تحتها يد سفلى آخذة، وجهاً لوجه، مباشرة بين فرد وفرد!

من أين جاءوا بهذه الصورة الشائهة المزورة؟ لست أدرى!

أئذا فرضت الدولة اليوم ضريبة للتعليم، جعلت حصيلتها خاصة بالأغراض التعليمية البحتة، من بناء للدور، وأداء للأجور، وإنفاق على أدوات الطلاب وكتبهم وغذائهم كذلك.. قيل: إن هذا نظام للتسول والشحاذة، يهين كرامة المعلمين والطلاب، لأن هذه الأموال مأخوذة من أموال الأثرياء، منفقة فى شؤون الفقراء؟!

أئذا سنت الدولة قانوناً يجبى ٢,٥٪ من كل ثروة كثرت أم قلت لتكوين الجيش وتسليحه، وجعلت هذه الضريبة وقفاً على هذا الباب من أبواب النفقات العامة.. قيل: إن الجيش يتسول، وإن كرامته تستذل، لأن الدولة أخذت نفقاته من أموال الأثرياء والثرى والفقير فى أدائها سواء!

إن الزكاة ضريبة كهذه الضرائب، تجبيها الدولة، ثم تنفقها