صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/53

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤٩ -

الفاحش البارز للإقطاع. ولكن الرأسمالية الغربية فى مصر لا تدرك مرماه، فتثور عليه، وتتهمه بالشيوعية، وتطارده فى البرلمان!

أم لعلنا نحن الأغبياء، والرأسمالية هى الذكية الواعية؟! نعم! فالإقطاعيون يعلمون أن رقيق الأرض حطام آدمى، لا خوف منه ولا خطر. حطام قد أحاله الجوع والمرض مخلوقات ضعيفة هزيلة لا تحس لنفسها وجوداً ولا كرامة؛ ولا تفكر فى عدل ولا نَصَفة. فمن الخير أن تبقى أموالهم مستغلة فى الأرض مع هذا الحطام الذى لا يؤذى، من أن يضطروا لاستخدامها فى الصناعة، حيث يتكتل العمال، وينمو بينهم الوعى، ويطالبون بحقوق الإنسان فى يوم من الأيام!

فأما الدولة فقد حاولت فى هذه السنوات الأخيرة أن تصنع شيئاً – فى حدود العقلية الرأسمالية بالطبع وفى حدود رعاية مصالح من تمثلهم من الملاك وأصحاب رؤوس الأموال – سنت ضريبة التركات، وضريبة الدخل العام، وأخذت بمبدأ الضريبة التصاعدية، وأعفت صغار الملاك من الضريبة ... وهى خطوات هزيلة لا يبدو لها أثر، لأن الأوضاع القائمة قد بلغت من الفحش والسوء مبلغاً لا تعالجه هذه اللمسات الناعمة بقفازات الحرير اللطيفة!

لذلك ندعو الشيوعية دعوتها: أن لا علاج ولا خلاص إلا من ذلك الطريق المرسوم!

(٤)