صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/45

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤١ -

وبلع العبيد فى مصر هذه الصفعة، وعادوا يسبحون بحمد فرنسا أمهم الحنون!

فأما أمريكا: فاللذين لم يعيشوا فيها ولم يروها، قد لا يذكرون لها إلا خيانتها لنا في قضيتنا بمجلس الأمن، وفي حرب فلسطين. ولكن الذين عاشوا فيها، ورأوا كيف ولفت صحافتها ومحطات إذاعتها وشركات أفلامها فى كراماتنا وفى سمعتنا، وكيف نشرت ذلك بعداء واضح واحتقار مقصود، أو أحسوا ذلك العداء العنيف لكل ما هو إسلامى وشرقى بوجه عام، أو عرفوا كيف ينظر الأمريكان للملونين عامة ومدی ما يكنون لهم من احتقار. هؤلاء يعرفون ما هى أمريكا، ويعرفون كيف يجب أن يردوا لها هذا الجميل وذاك!

ولقد لقى الآلاى التركى الذي ذهب إلى كورية جزاءه الحق من الأمريكان؛ وعرف نصيبه ونصيب أى جيش شرقى يذهب لمعاونة هؤلاء المتغطرسين على الشرقيين. لقد تركوه يحمي مؤخرة هزيمتهم؛ فلما قام بدوره تركوه بلا حماية من الطيارات، وبلا معونة من السيارات، بل بدون ذخيرة ودون طعام!

وإنه لمثل بسيط لما ينتظر جيوش العبيد في أى حلف مشترك. فالأتراك في نظر الأمريكان هم أرقى الشرقيين لسبب تافه بسيط: أنهم بيض البشرة! ومع ذلك فتلك معاملتهم لهم في الميدان. معاملة السيد الخائن الجبان!