صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/43

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٣٩ -

فى أية مرة حضر هؤلاء للتفرج على حادثة من حوادث المجندين. فما كان للبوليس المصرى إلا أن يتفرج، والحلفاء يدوسون المصريين بسياراتهم، أو يركلونهم بأقدامهم، أو يبتزون منهم النقود فى الطرقات.

لقد شبعنا من منظر السكارى المعربدين من مجنديهم، والمائعات المستهترات من مجنداتهم، ومن تلك القذارات الأدمية التي جلبوها معهم، أو التي خلفوها لنا، مئات وألوفاً من الأعراض المثلومة، والكرامات المهدرة، والعار الذي تأنف منه الرجال ... والنساء!

لقد استكفينا جوعاً لنطعم شذاذ الآفاق من جنود الحلفاء، وعُرْياً لتشتغل مصانعنا لكسوتهم، بالتآمر مع رؤوس الأموال وممثليها فى عالم الصناعة وفى كراسي الحكم سواء.

لسنا مستعدين مرة أخرى أن تخطف بناتنا من الطرقات والبيوت ليهدر عفافهن فى المعسكرات والسيارات؛ ولا أن تخطف أقواتنا وطعامنا من المزارع والأسواق، لنصاب نحن بالسل والجوع، ولا أن تخطف أموالنا وأرصدتنا من البنوك، لنواجه الأزمات والكساد. ثم يقف بعد ذلك مستعمر متبجح مثل مستر تشرشل، ليمن علينا بنعمة الحماية، ويطالبنا، لا بالتنازل عن دَيْننا على بلاده، بل بدفع تعويض عن تضحيات جنوده.. جنوده السكارى المعربدين الأوباش!

وأما فرنسا فصفحتها فة تونس والجزائر ومراكش، وفة مصر ذاتها