صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/41

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ۳۷ -

وفرنسا - تستعبدنا وتستذلنا، ولا مكان لنا فيها إلا مكان الذيول والعبيد، وكل تفكير فى الانضمام إليها إنما ينشأ من المصلحة المشتركة بين الرأسمالية المستغلة والاستعمار الذي يحميها؛ وكل ستار آخر إنما هو ستار خادع، للتعمية على الجماهير، التى أصبحت لحسن الحظ لا تنخدع بهذا الستار.

لقد منحنا أرضنا وسماءنا، وأقواتنا وأرزاقنا، ومصالحنا وأرواحنا، إلى هذه الجبهة مرتين فى خلال ربع قرن؛ ثم أبنا منها بصفعة كف أو ركلة قدم فى نهاية المطاف. فأما فى هذه المرة الثالثة فإننا أن نؤوب بذلك المصير السليم الذى قد يحمده العبيد، ويسجدون للسادة شكراً على السلامة والعافية. بل سنؤوب بالتدمير المطلق الشامل لحياتنا كلها إلى عدة أجيال.

إن الدفاع المشترك فى أية صورة من صوره؛ أو الانضمام إلى معسكر معين بأى وضع من أوضاعه، معناه تعريض هذا البلد الأعزل للخراب والدمار. هذا البلد المكشوف الذى ما تزال حياته تتوقف على خزان أسوان، وقنبلة واحدة تكفى لتحطيم هذا الخزان! أى لتحطم مصر كلها أجيالا بعد أجيال!

إنها جريمة وطنية أن نربط أنفسنا إلى عجلة معينة فى صراع الجبابرة القادم، فوق أنها جريمة فى حق الكرامة والشرف والضمير. الكرامة التى داستها الديمقراطيات الغربية مرتين، وما تزال تدوسها