صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/38

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٣٤ -

لا تدع لنا أن نفكر في روية؛ ولا أن تحس في كرامة؛ ولا أن ندرك ما وراء الدعايات من أهداف!

هذا صحيح! ولكن هذا العذر يصلح لفرد أو أفراد. أما الشعوب والأمم فما هى بمعذورة أن تدع نفسها كالشىء التافه أو سقط المتاع، متى كان لها مخرج يحفظ عليها كرامتها، ويرد إليها اعتبارها، ولا يدعها في ذيل القافية، وفى مركز التابع الذي لا يؤبه لرأيه ولا يُستشار!

ولو لم يكن لها هذا المخرج لأوجبت عليها الكرامة الإنسانية، والاعتبارات القومية، أن تبحث عن مخرج، وأن تخلقه خلقاً، وتنشئه إنشاء. فكيف وهذا المخرج فى يدها، وفي متناولها، وفي رصيدها الحاضر الذي لا يعز على التناول؟

إلا تكن ذلة العبيد، فإنه نوع من التفكير عجيب!

***

واعتبار آخر . . .

لقد جربنا - حتى شبعنا - تلك القوالب الجاهزة التى استجديناها كالشحاذين من هنا ومن هناك. جربناها فى كل جانب من جوانب حياتنا الفكرية والاجتماعية والتشريعية، حتى انتهينا بها إلى «كرنفال» مضحك من المظاهر والأزياء. أزياء الفكر وأزياء الجسم سواء!