صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/37

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٣٣ -

ارتفع هذا الصوت في قلب أمريكا، منبعثاً من فم المرحوم «السيد لياقت علي خان» رئيس وزراء الباكستان، بل من قلبه وضميره، بل من كرامته وكرامة شعبه، وكرامة الشرق المسلم، الذى يربأ بنفسه عن المهانة؛ ويرى لنفسه وجوداً وكياناً؛ ويأبى أن يقف في ذيل القافلة وقفة الذليل الخانع الجبان، تلك الوقعة التي يدعونا إليها مع الأسف شباب من هذا الجيل بلا تحرج ولا إباء.

فى هذا العالم رقعة فسيحة متصلة الحدود، من شواطئ الأطلنطى إلى جوانب الباسفيكى، تضم أكثر من ثلاثمائة مليون من الناس، يشتركون فى عقيدة واحدة، ونظام معيشي واحد؛ وتقاليد متقاربة، ولغة إن لا تكن واحدة فه في طريقها لأن تصبح لغة التفاهم للجميع. ودع عنك عشرات الملايين المتفرقة فى أوربا وآسيا وأفريقية، ممن يدينون بهذه العقيدة، وبذلك النظام الذي تحمله العقيدة.

فأى عمل يمكن أن يغفل هذه الكتلة الضخمة المتصلة الحدود من الحساب؟ إن الكتلتين الشرقية والغربية لا تغفلان هذه الكتلة الثالثة من حسابهما إغفالاً حقيقياً، كما يبدو فى دعايتهما الماهرة الماكرة؛ إنما هما تتنازعانها تنازع الأشياء والمتاع! ولكل من الكتلتين عذرها؛ فما عذرنا نحن أن نرضى بأن تكون كالأشياء والمتاع؟!

عذرنا أن الأوضاع الاجتماعية القائمة التى نعانيها في الداخل،

(٣)