صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/35

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٣١ -

مصلحتها أن تدع هذه الجماهير تفهم أنها إن لا تكن فى صف الشيوعية، فستكون في صف الرأسمالية! والجماهير حين تخيّر على هذا النحو، خيرتها واضحة، وطريقها مرسومة؛ وقد ذاقت من الرأسمالية الويل؛ فالشيوعية وحدها إذن طريق الخلاص!

والرأسمالية – أو الديمقراطية – تخاطب الهيئات الحاكمة، والطبقات المستغِلة؛ فمن مصلحتها أن تدع هذا الفريق يفهم أنه إن لا يكن فى صف الرأسمالية، فسيكون فى صف الشيوعية! والأسياد المستغلون حين يخيرون على هذا النحو، خيرتهم معروفة، وطريقهم مرسومة. وهم يفرقون من الشيوعية فرق الهمجى من الجن والغيلان!

ولما كانت الكتلة الغربية كالكتلة الشرقية، إنما تتنازعان رقعة العالم؛ وتديران المعركة لحسابها الخاص، على حساب الشعوب والأمم التى تدور فى فلك هذه أو تلك، فإن دعايتهما على هذا النحو مفهومة، وهما منطقيتان مع أنفسهما ومع أهدافهما بلا جدال!

فأما نحن فما شأننا فى هذا الصراع؟

نحن جربنا في فلسطين قريباً أنه لا الكتلة الشرقية ولا الكتلة الغربية تقيم وزناً للمبادئ التى تنادي بها، أو تقيم وزناً لنا نحن أنفسنا، حين يجد الجد، وتتكشف النيات، وتنطق المصالح والشهوات.

فنحن إذن لا راحم لنا عند هؤلاء ولا عند هؤلاء. ونحن إذن غرباء