صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٣٠ -

هى طبعاً تكافح الشيوعية بادئ ذي بدء جهاراً نهاراً بلا تقية ولا مداراة. وهى تكافح الإسلام فتداوره تارة، وتنكل به تارة، حسبما ترى من القوة التي تسنده إن كانت خطراً حقيقياً واقعاً، أو كانت خطباً ومواعظ يطفئها الكلام. وهى تدع اسم الاشتراكية يمر، حين لا تحسها خطراً حقيقياً قائماً، فأما حين تحسمها قوة حقيقية، فهى تكافحها كفاح الشيوعية وكفاح الإسلام.

لن تسلم الأوضاع الاجتماعية المستغلة لواحد من الثلاثة إذن، ولابد من كفاح منظم رتيب، طويل الأجل. كفاح قلم. وكفاح بحث. وكفاح تنظيم. وكفاح تكتل إلى جانب فكرة من هذه الفكر؛ لإنقاذ هذا الوطن المشرف على الانهيار.

***

هذا في الداخل. فأما فى الخارج، فهنالك كتلتان ضخمتان: كتلة الشيوعية فى الشرق، وكتلة الرأسمالية فى الغرب. وكلتاهما تبث دعاية ماهرة ماكرة فى جنبات الأرض، قوامها: أن ليس في العالم إلا كتلتان ووجهتان: الشيوعية والرأسمالية. وأن ليس للأمم الباقية مفر من أن تكون إلى جانب هذه الكتلة أو تلك؛ فليس هنالك من سبيل إلا هذا أو ذاك!

إن الشيوعية تخاطب الشعوب المستغَلة، والجماهير الكادحة؛ فمن