صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٢٩ -

البخور في هذه الأيام؛ إذ كان ذلك ألطف مخدر للجماهير الكادحة، يهدئ أعصابها، ويسيل لعابها، ويمنيها بالعدل الاجتماعى الذى لا تكافح من أجله وحدها. بل يكافح له معها «الباشوات» العظام! فما عليها إلا أن تستريح، وتستبشر، وتنام!

ولكن شيئاً من ذلك كله لن يجدى فتيلا، فالطبيعة والحياة والدين والحضارة الإنسانية والاقتصاد والعقل ضدها جميعاً. إنما هى تعلات فارغة، ذاهبة مع الريح في الهواء.

***

ونحن اليوم في مفارق الطريق. كلنا قد انتهينا إلى أن الأوضاع القائمة لن تدوم. كلنا متفقون على هذه الحقيقة، حتى أولئك الذين يقيمون من حولها الأسناد. إنما تختلف الآراء حول الوضع الجديد الذي ينبغى أن يخلف هذه الأوضاع. والتفكير في هذا واجب، فلا بد من وضع اجتماعى معين يحل محل هذا الوضع الذي يدق بيده أو بأيدى المتشبثين به، كل يوم مسماراً فى نعشه؛ والمسمار الأخير قريب قريب!

منا فريق يهتف بالاشتراكية. ومنا فريق يحلم بالشيوعية، ومنا فريق يدعو إلى الإسلام.

والأوضاع القائمة تجاهد الجميع، لأن واحداً من هذه الحلول كلها لن يدعها في سلام!