صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/32

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

في مفارق الطّريق

هذه الأوضاع الاجتماعية القائمة غير قابلة للبقاء والاستمرار.. هذا ما يحسه لا الذين يعارضونها وحدهم، بل الذين يحاولون أن يقيموا لها الأسناد! فإنه ينبغى أن تشهد أنهم ليسوا من الغباء بحيث يطمئنون إلى أن مثل هذه الأوضاع يمكن أن تمتد بذاتها كثيراً أو قليلا. لذلك هم يحاولون أن يقيموا لها الأسناد الزائفة لتعيش فترة أخرى طويلة أو قصيرة.. هم يضيفون بين آن وآخر مواد جديدة إلى قانون العقوبات تشمل مالم تكن تشمله المواد السابقة من الأحوال، أو تضيف عقوبات لم تكن المواد السابقة تتضمنها. رجاء إرهاب المكافحين في سبيل العدالة الاجتماعية، بأية طريق، وبأي عنوان!

وهم يزيدون الأموال المرصودة للدعاية لهذه الأوضاع؛ فتتحرك أقلام وتنشأ صحف، وتتم فى الظلام مؤامرات على التشكيلات النقابية وعلى الهيئات المكافحة، قوامها المال، وقوامها الترهيب والترغيب، وفي يدها سيف المعز وذهبه: هذا لمن شاء، وذلك لمن أراد!

وهم يتحدثون بين الحين والحين عن ... العدالة الاجتماعية! إى والله عن العدالة الاجتماعية. وعن الطبقات المحرومة، وعن ضرورة تحسين الأحوال. وكثيرٌ هم «الباشوات» الذين يطلقون للعدالة الاجتماعية