صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/29

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٢٥ -

من نتائج التعطل قد يسخر! لأنه يجد ضمانات حياته عاملاً ومتعطلا؛ ولا يحس قلقاً فى حياته من هذا الجانب أو ذاك.

ولكن حين يقال له: إن الشيوعية ستجندك للعمل بلا حرية ولا اختيار؛ أو ستقضى على حريتك النقابية؛ أو ستضغط على حرية القول والكتابة والتفكير.. فإن ذلك يفزعه ويزعجه. ذلك أنه يملك تلك الحرّيات فعلا. يملكها حقيقة واقعة في حياته اليومية، لا فى الكتب والدساتير المكتوبة.. عندئذ تعجز الشيوعية أن تغزو قلبه لأنها لا تمنحه شيئاً ينقصه، وعلى العكس تسلبه مزايا حقيقية يملكها.

كذلك الحال في أمريكا.. إن العامل الأمريكى يعرف أنه حينما قرر عمال المناجم الإضراب، وصرَّح الرئيس ترومان بأنه يفكّر في اتخاذ تدبير شديد لإنهاء هذا الإضراب، هتف العمال: «دع ترومان يأت هنا ويحفر الأرض معنا».

ونشر هذا الهتاف في الصحف على أعمدة بحروف بارزة، فلم يتحرك شرطى واحد ليقبض على عامل، فضلا على أن يضربه ويسجنه ويعذبه

وحينما كتب صحفى طويل اللسان عن ابنة ترومان كتابة بذيئة، لم يزد رئيس الدولة التي تحكم نصف العالم عن أن يكتب له رسالة شخصية «بأنه سيضربه بنفسه عندما يقابله!» ولم يتحرك «الجستابو» ليدق عنق هذا الصحفى، أو يقتله سراً، ويرمي بجسده في جُب!

والعامل الأمريكى يعلم أن روسيَّا لا يملك أن يهتف ضد ستالين،