صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/23

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ١٩ –

وأخطرها؛ إلى شواطئ في الصيف يخلع فيها العذار، ويطغى فيها الأشرار؛ إلى أخبار ذلك تذكر وتنشر، وتوصف وتصور، وتستثار بها كوامن الشهوات والغرائز، في غير تورع ولا حياء؛ إلى كثير من ألوان المنكرات وفنون الموبقات..»

وی! وى! أو هذا هكذا أيها العلماء الأجلاء؟! يا سبحان الله! ولا حول ولا قوة إلا بالله! حقاً إنه لأمر جلل يوجب النقمة ويستوجب اللعنة ...

ولكن! وقد قدر لشفاهكم الشريفة أن تنفرج عن كلام في المجتمع، أفما كانت هناك كلمة واحدة تقال عن المظالم الاجتماعية الفاشية؛ وعن رأي الإسلام في الحكم، ورأيه في المال، ورأيه في الفوارق الاجتماعية التي لا تطاق؟

وما الذي كنتم تنتظرونه أيها السادة الأجلاء من أوضاعنا الاجتماعية القائمة إلا هذا الفساد، التي تناولت خطبتكم الشريفة ظواهره، وتجنبت خوافيه؟ أوضاعنا الاجتماعية التي تجد منكم السند والنصير؛ والتي يصيبك البكم فلا تشيرون إليها إشارة عارضة من قريب أو من بعيد، لأن السكوت عنها من ذهب: ذهب ابريز!

***

إني أتهم.. أتهم الأوضاع الاجتماعية القائمة بأنها تحيل تكافؤ