صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ١٨ –

ولا يدعون ثبوراً واحداً بل يدعون ثبوراً كثيراً! فلننصرف إلى السادة الأجلاء لحظة نسمع منهم الوعظ الشريف، ترويحاً للنفس عن ذلك الجد الكريه الذي نعانيه!

هذه بعض عريضتهم إلى رئيس الحكومة في يوم من الأيام:

« وإن الناظر في حال أمتنا العزيزة، وما آل إليه أمر الدين والخلق فيها، ليهوله ما يرى، ويأخذه كثير من الحزن على حاضرها الذى صارت إليه، ويخالجه كثير من الإشفاق على مستقبلها الذى هي مقبلة عليه. فقد استهان الناس بأوامر الدين ونواهيه؛ وجنحوا إلى ما يخالف تقاليد الإسلام؛ ودخل على كثير منهم ما لم يكن يعهد من أخلاق الإباحية والتحلل، جرياً وراء المدنية الزائفة، واغتراراً ببريقها الخادع؛ وكثرت عوامل الإفساد والإغراء في البلاد، ولا سيما أمام ناشئتها وفتيانها، المرجوين للنهوض بها، والأخذ بيدها في حاضرها ومستقبلها؛ فمن حفلات ماجنة خليعة، يختلط فيها النساء بالرجال على صورة متهتكة جريئة، تشرب فيها الخمر، و يرتكب فيها ما ينافى المروءة والخلق الكريم؛ إلى أندية يباح فيها القمار، ويسكب على موائدها الذهب، وتبرز فيها الأموال، وتزلزل بسببها البيوت والكرامات؛ إلى ملاعب للسباق والمراهنات تنطوى على ألوان من الفساد وإضاعة المال؛ إلى مسابقات للجمال إنما هى معارض للفسوق والإثم، يرتكب فيها ما يندى له جبين الدين والخلق والمروءة، ويباح فيها من المحرمات أكبرها