صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/17

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ١۳ –

من ذا الذى يجرؤ على القول بأن الملايين «الأنفار» في دوائر الإقطاع ناس، والسيد المالك يملك أن يحيى ويميت، وأن يمنع ويمنح، وأن يرزق ويرزأ، والعبيد لا يملكون شيئا، حتى ولا حق البقاء في الدائرة، ولا التعويض الضئيل عند الطرد من الرحمة. فإذا غضب السيد - بل عامله – فقد طرد «النفر» مع زوجه وأولاده، وقد سلبت منه جاموسته، وقد عاد كوخه إلى السيد المالك الذى أنعم به عليه؛ وخرج هو شريداً طريداً من رحمة الأرض جميعاً!

من ذا الذى يجرؤ على القول بأن مئات الألوف من العجزة المتسولين، الباحثين عن الفتات في صناديق القمامة، العراة الجسد، الحفاة القدم، المعفرى الوجوه، الزائغى النظرات.. ناس لهم كرامة الإنسان وحقوق الإنسان؟ وهم لا يجدون ما تجده كلاب السادة فى بيوت السراة!

من ذا الذي يجرؤ على القول بأن هؤلاء الألوف من الخدم فى البيوت، و «الخدمة السائرة» في الدواوين، الذين يحرمهم القانون حتى حق تكوين النقابات، لأن السادة يأبون عليهم هذا الحق، كي لا يتجرأ العبيد على الأسياد، وكي لا تكون لهم حقوق – ولو نظرية – يرفعون بها جباههم في وجوه الأسياد ...

من ذا الذي يجرؤ على القول بأن هؤلاء ناس، لهم حقوق الإنسان وكرامة الإنسان؟!