صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/161

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ١٥٧ –

لهذا يجب أن تجوع الجماهير في مصر، كي لا تفيق من البحث عن اللقمة، فتتجه للثورة على الاستعمار من جديد!

***

بقيت الشيوعية التي يحلم بها الكسالى في مصر على دخان الحشيش وحذره اللذيذ!

هم يقولون لك: لا فائدة! فلننتظر الخلاص على يدي «بابا ستالين»!

إن الرأسمالية ستحارب كل دعوة إلى العدالة الاجتماعية، وتناهضها بالقوة وبالحيلة وبالمال، وبشراء الذمم واستغفال الجماهير.

كل هذا صحيح! ولكن متى انتصرت قضية واحدة في تاريخ الدنيا بغير صراع قصير أو طويل؟

إن الشعوب التي لا تكافح من أجل الحرية لن تستحق الحرية. وإذا نحن جالسنا مستريحين، ندخن الحشيش، أو نحلم بالأماني، فستأتي الشيوعية - لو جاءت - لتجدنا ذيولا ذليلة، تسومنا سوم العبيد.

إن الكرامة الإنسانية وحدها توجب علينا أن نعمل شيئًا نستحق به الخلاص والحرية. وإلا فسنخرج من ذل إلى ذل، يتغير عنوانه، ويتبدل أسياده، والعبيد هم العبيد!

***