صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/160

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٥٦ –

ولكن الجماهير ينبغي أن تعلم أن المصلحة المشتركة بين الرأسمالية العالمية تعقد بين ممثليها جميعا في الشرق والغرب حلفًا طبيعيًا، ضد الجماهير ومصالح الجماهير وأن المصالح المشتركة بين الاستعمار والرأسمالية المحلية تعقد بينهما كذلك مخالفة طبيعية قوية الأواصر.

ينبغي أن تدرك الجماهير أن الاستعمار لا يحب أن يواجه الجماهير بوجهه الكالح؛ فلابد له من ستار، يحكم بواسطته، وينفذ أغراضه عن طريقه، ويضمن مصالحه بواسطته. هذا الستار هو الطبقة الرأسمالية الحاكمة، التي يكل إليها مقاليد الأمور ويستريح! ومحال أن يحاربها أو أن تحاربه إلى الحد الذي يقتل أو يضعف؛ ويمكن للجماهير.

ينبغي أن تعرف الجماهير أن الاستعمار منذ قدومه قد عمل على تكون هذه الطبقة. وأن الخونة الذين مهدوا له الطريق، وخذلوا الجيش المصري أو خانوه أو غشوه، قد أغدق عليهم الاستعمار ومكن لهم في الأرض؛ وذرياتهم اليوم من أصحاب البيوتات في مصر ومن ذوي الضياع الواسعة، وممن يسمون في هذا البلد المسكين: «أصحاب البيوت الكريمة العريقة!»

وأخيرًا يجب أن تعرف الجماهير أن الاستعمار حريص على تجويع الجماهير. لأنه يعرف - كما قال ممثله مرة «جورج لويد» في كتابه: إن الرخاء في سنة ۱۹۱۹ هو الذي شجع على قيام الثورة المصرية.