صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/159

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٥٥ –

واهتمامه، لتشغله عما هو فيه من بؤس وحرمان. وما يمكن أن يخدم الرأسمالية أحد، كما يخدمها بهاتين الوسيلتين الخبيثتين؛ اللتين تقبل عليهما الجماهير البلهاء إقبالها على الحشيش والأفيون!

***

واليوم تبشر الرأسمالية الجماهير المحرومة ببشارة جديدة.. تبشرها بجهود هيئة الأمم في محاربة الفقر؛ وبحلقات الدراسات الاجتماعية التي تشرف عليها لدراسة مشكلات الجماهير؛ وبالنقطة الرابعة في برنامج ترومان..

فماذا بالله يريد الجاحدون في هذا البلد العاق، الذي لا يعرف الفضل، ولا يشكر الجميل؟.

فأما الرأسمالية في هذا البلد فهي حريصة على الاستفادة من جهود هيئة الأمم هذه؛ وهي حفية بحلقات الدراسة الاجتماعية التي تعقدها، وتنشر في الصحف أخبارها، وتشغل بها الناس أيامًا واسابيع. أليست وسيلة أساسية من وسائل تلهية الجماهير وتخديرها وإنامتها إلى حين؟!

وصحافتها لا تني تنشر بالخط العريض تلك الأنباء الناطقة بعطف المنظمات الدولية واهتمامها البالغ بقضية العدالة الاجتماعية في مصر.

أليست وسيلة بارعة من وسائل استمالة الجماهير إلى الاستعمار، التلقي عليه أعباءها الثقال، وتكل إليه تحقيق العدالة الاجتماعية التي تتلهف عليها ولا تراها؟!