صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/157

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٥٣ –

المؤسسات الرأسمالية التي تتولى الإعلان عنها.. وتعتمد ثانيًا على المصروفات السرية المؤقتة أو الدائمة: المؤقتة التي تدفعها الوزارات لصحافتها الحزبية، أو للصحف التي تريد شراءها، أو ضمان حيادها، (وهي في العادة دفعات ضخمة). والدائمة التي تتولى إدارة المطبوعات صرفها وإما الصحفيين بصفة دائمة على اختلاف العهود، لخدمة الأغراض الحكومية الدائمة التي لا تتعلق بحزب دون حزب.. وتعتمد ثالثًا على المصروفات السرية لأقلام المخابرات الدولية، وبخاصة انجلترا وأمريكا.. ذلك عدا نفقات الدعاية المباشرة للشركات وللبيوتات وبعض الجهات ...

هذه الموارد هي التي تعوض الفرق بين تكاليف النسخة وسعرها الذي تباع به في السوق. ثم تشتري المطابع الضخمة، وتبني الدور الفخمة، وتوفر وسائل الدعاية والإعلان للصحيفة. فأمّا الرواج وحده بارتفاع مقطوعية البيع، فقد كان من شأنه أن يضاعف خسائر هذه الصحف لا أن يكون سببًا للربح، فكلما زاد عدد النسخ زادت الخسارة!

إن فائدة الرواج في مقطوعية البيع فائدة غير مباشرة؛ ذلك أنها ترفع سعر الإعلان في الصحيفة؛ وترفع سعرها في دائرة المصروفات السرية، داخلية كانت أو خارجية، وهذه هي كل قيمة الرواج بالنسبة إلى أية صحيفة.