صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/156

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٥٢ –

الجماهير فتستنيم؛ أو لتشق حناجرها بالهتاف للمجاهدين! وذلك اعتمادًا على غفلة الجماهير الساذجة، وأنها لا تدرك المحالفة الطبيعية بين مصالح الاستعمار الحقيقية في هذه البلاد، والمصالح الحقيقية التي تمثلها كل الأحزاب!

فأما الصحافة فليست في وضع يمكنها من الوقوف في صف الجماهير ضد الطغاة والمستغلين، ولا ضد الاستعمار ووراءه الرأسمالية العالمية القوية.

إن الصحيفة مؤسسة تجارية قبل كل شيء؛ وعليها أن توازن ميزانيتها على الأقل لتعيش؛ وقد أصبحت المنافسة الصحفية عنيفة في دائرة القراء المحدودين؛ وهذه المنافسة تقتضي تحسينات صحفية، وتكاليف متصاعدة، وموارد مالية كبيرة.

والزواج في التوزيع لا يقلل من نفقات الجريدة، بل يزيد خسائرها إذا وقفت عند حدود البيع. ذلك أن تكاليف النسخة الواحدة من أية جريدة كبيرة، يومية أو أسبوعية، أكثر من السعر الذي تباع به هذه النسخة في السوق. وهذه حقيقة قوية يجب أن تكون في الحساب، ليعرف الجمهور الفقير الكادح أنه ليس هو الذي يمول الجريدة الرائجة بقروشه وملاليمه! إنما تعتمد هذه الصحف في وجودها وبقائها وربحها على موارد أخرى غير القروش والملاليم. تعتمد أولًا على الإعلانات.

وهذه الإعلانات تملكها شركات رأسمالية ضخمة، تخدم بدورها