صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/155

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٥۱ –

والوحدة. والاستعمار لا يحفل هذا الصياح، لأنه يعلم جيدًا أن هذه بضاعة معدة للتصدير إلى الداخل؛ وأن مصالحه الأساسية مصونة، لا جيوش الاحتلال، ولكن بالمخالفة الطبيعية التي بينه وبين رؤوس الأموال! فما عليه أن تهتف الجماهير حتى تتمزق حناجرها وهذه الجماهير لا تملك من الأمر شيئًا؛ والذين يملكون الأمر كله يحرصون على بقائه سندًا لهم ضد الجماهير، التي ستفرغ إلى تحقيق العدالة الاجتماعية في اللحظة التي تفرغ فيها من تسوية القضية المصرية.

إن الغفلة والبله هما اللذان يصوران للجماهير في مصر أن حزبا ما في هذا البلد يرغب رغبة حقيقية في الجلاء والوحدة، وفي حل القضية المصرية على أساس يبعد نفوذ الاستعمار، وقوة الاستعمار. وإن هذه الأحزاب جميعًا لتعلم أن تلك القضية هي «عدة الشغل!» التي تلعب عليها؛ فضلًا على أن الاستعمار هو خط الدفاع الأخير لحماية المصالح الحقيقية التي تمثلها!

كل ما هناك من فروق، هو فروق الأساليب التي تخاطب بها الجماهير ... فرجل كصدقي لم يكن يخفي حرصه على ربط مصر بعجلة الإمبراطورية عن طريق الدفاع المشترك. لأن الرجل كان يعرف حلفاءه الطبيعيين، وحلفاء اتحاد الصناعات الذي كان على رأسه ...

فأما الآخرون فقد يهتفون مع الجماهير: يسقط الاستعمار.. كي تذهب