صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/153

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ١٤٩ –

إنه سيجد المعارضين يمثلون أشخاصهم ومصالح طبقتهم ولا يمثلون أحزابهم وهيئاتهم ذلك أنهم جميعًا رأسماليون قبل أن يكونوا وفديين أو سعديين أو دستوريين!

وها نحن أولاء أمام مثل قريب، يدركه كل فرد في هذه الأمة، لأنه يتجرعه ويكتوى بناره: ها نحن أولاء أمام الغلاء الفاحش، الذي يفغر فاه كالغول ليلتهم الأخضر واليابس، ويمتص دماء الملايين في نهم بشع لتنتفخ بها الأوداج، وتتخم بها الكروش ... فماذا صنعت الدولة وماذا صنع البرلمان لمكافحة ذلك الغول الجبار؟

بيانات وأحاديث، ثم بيانات وأحاديث؛ نجم حملات تفتيشية على الأسواق. الأسواق هنا في القاهرة حيث الحلقة الأخيرة وحدها من سلسلة الغلاء الطويلة.

إن الغلاء لا ينبع هنا بل يصب. والقائمون بالأمر يعرفون، ولكنهم لا يجرؤون على أن يمسوا ذلك المنبع بسوء، لأنهم هم ممثلوه والمنتفعون به، والمشتركون فيه!

إن أقواتنا وأشياءنا تأتي لنا من مصدرين: مصدر داخلي مما نزرعه وتربيه ونصنعه في الداخل؛ ومصدر خارجي مما نستورده من مأكولات ومصنوعات وأدوات وخامات.

والدولة تعلم أن المالك يؤجر الفدان الواحد بخمسين وستين جنيهاً