صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/147

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٤۳ –

عدم جدية هذا الحكم؛ وغموض الأسس التي يرتكن إليها، وصلاحية هذا الغموض للتأويل والاستغلال ضد الجماهير، وضد الحرية والمفكرين الأحرار.

والشعبة الثانية: هي الإلحاح في القول بأن العالم ينقسم فقط إلى كتلتين اثنتين: الشرقية والغربية، وأن علم الانضمام إلى الجهة الشرقية، معناه تقوية الجهة الغربية. وكذلك أي تفكير في إيجاد كتلة ثالثة، معناه تجزئة القوى مما يقوي جبهة الرأسمالية!

ولقد كشفنا ما في هذا القول وذاك من مغالطة، وما يخفي وراءه من أغراض. والمهم أن يفطن الناس حين يسمعون الدعوة ضد الحكم الإسلامي إلى بواعتها الحقيقية.

إن الشيوعيين يتعصبون لمذهبهم نعصبًا يجعله في نظرهم غاية في ذاته، لا وسيلة لتحقيق عدالة اجتماعية؛ لذلك يهمهم أن يسدوا في وجوه الجماهير أي طريق آخر يمكن أن يحقق لها عدالة حقيقية، كي لا يبقى هناك إلا طريق واحد: طريق الشيوعية.

ولا يجوز أن نغفل كذلك أن ليس التعصب المذهبي وحده هو الذي يملي على دعاة الشيوعية خطتهم، بل إن الدولة الروسية لها من ذلك شيء! فالشيوعية وسيلة إلى السيطرة على كل دولة تعتنقها؛ وليس مجرد اعتناقها كافيًا إن هي رفضت النفوذ الروسي. وهذه يوغوسلافيا