صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/146

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٤۲ –

وهي - على ما فيها في الجانب الاقتصادي من موافقات كثيرة لبعض النظم الإسلامية - تناقض فكرة الإسلام الكون والحياة والإنسان؛ وتعاديه عداء شديدًا بسبب هذا الاختلاف الأساسية في طبيعة التفكير.

والشيوعية تعد نفسها في مرحلة حرب و كفاح؛ فكل عقيدة فيها جانب للروح، وفيها حساب الله، تعدها الشيوعية عدوة لها، ولو كانت هنالك مشابه كثيرة في الجانب الاقتصادي بينهما. بل إن الشيوعية لتعادي الإسلام أكثر مما تعادي المسيحية؛ لأن المسيحية لم تعد قوة إيجابية في طريقها، ولأن الإسلام يملك أن يحقق عدالة اجتماعية اقتصادية - بجانب احتفاظه بالله في العقيدة واحتفاظه بالروح في الحياة - ومثل هذا خطر كل الخطورة على الدعوة الشيوعية التي تعتمد أول ما تعتمد على سوء الأحوال الأجتماعية؛ ويأس الجماهير من أن تجد لها طريقًا إلى العدالة غير الشيوعية.

وقد أحست الشيوعية هذا في السنوات الأخيرة؛ فأخذت تجند لمحاربة الدعوة إلى الحكم الإسلامى جهودها، وتبث ضد هذه الفكرة دعايتها. وهذه الدعاية تأخذ طريقها في شعبتين:

الشعبة الأولى: هى تشويه صورة الحكم الإسلامي، مستغلة تلك الصورة المزورة للحكومة الإسلامية في بعض الشعوب الشرقية. و بیان