صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/148

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٤٤ –

شيوعية لا يطعن أحد في شيوعيتها؛ ولكنها رفعت رأسها أمام ذلك النفوذ، خلت عليها اللعنة، ولم تشفع لها شيوعيتها!

وفي مصر تتدخل عوامل أخرى غير التعصب الشيوعية؛ ويجب أن نحسب لهذه العوامل حسابها.. إن في مصر شيوعيين لا لأنهم يحبون الشيوعية، بل لأنهم يكرهون الإسلام، فكل ما يحارب الإسلام إذن حولهم صديق!

وهم يتظاهرون أمام المغفلين من المسلمين بأنهم مجردون من كل تعصب ديني، لا يحفلون كل الأديان: وهم في حقيقتهم صليبيون ينصبون للإسلام وحده. ﴿وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ!

وما أحب أن أفيض في هذا الموضوع، ولكن أحب أن أنبه كل مسلم من الأبرياء الذين تخدعهم هذه المؤامرة إلى أن يتأكد من الباعث الأول على الطعن في الإسلام وحكم الإسلام. قد لا تكون الشيوعية إلا ستارًا لذلك الطعن الخبيث. وأحب لكل فتي من فتيان المسلمين انزلقت خطاه إلى خلية شيوعية، أن يتلفت، فإن وجد فيها معه أحدًا من هؤلاء الصليبيين المستترين، فليأخذ حذره أنها عمل لحساب الصليبية، لا لحساب الشيوعية، والعدالة الاجتماعية.

ووددت أن انتهى إلى هذا الحد في الفصل، لولا دعاية تنبض