صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/143

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۳۹ –

الأوكار التي تشتغل بتفاهاتها القارغات من النسوة والفتيات، على سنة الفراغ والتبطل الموحي بكل تافه من الأفكار والأعمال.

ولقد أسلفت أن لا خوف من الإسلام على امرأة فاضلة، تزاول نشاطها الإنساني في حدود الشرف والكرامة. ولكن هذه الأوكار التي أعنيها تعرف أن هذا الشرط لا ينطبق على نشاطها؛ وأن الحرية الواسعة الكريمة التي يمنحها الإسلام المرأة، لا تسع ذلك اللون من النشاط!

هذه الجموع من الرجال والنساء، ومن الشبان والفتيات؛ هذه الجموع التي لا نجد في الحرية الواسعة الكريمة التي يتيحها الإسلام للشرفاء والشريفات، كفاية لنشاطها .. تفزع من حكم الإسلام، بحاسة الخوف على الذات، وحب السلامة، والأمن الذي تيسره لها الأوضاع الاجتماعية القائمة، بما فيها من انحلال واختلال. فهي إذن بطبيعتها عدوة لحكم الإسلام الذي ليس فيه لها أمان!

وتملك هذه الجموع نوادي وصحفًا، كما تملك نفوذًا في جهاز الحكم ومرافق المجتمع؛ بل إن نفوذها ليفوق كل نفوذ آخر في هذه البلاد! إنه النفوذ الذي يرتكن إلى شهوات الجسم ونزوات الجسد، وإلى المال، و إلى الحكم، ويستخدم كل هذه القوى في مقاومة كل نظام يمكن أن يحد من هذه الفوضى، وذلك الفساد.