صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/142

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٣۸ –

وهم يدركون أخطار الحكم الإسلامي؛ وأقل هذه الأخطار الاستغناء عن خدمتهم السلبية التي لا يعرفها الإسلام!

عداوات المستهترين والمنحلين

لقد انتهينا في مصر إلى مجتمع منحل مستهتر مريض، بفعل جميع العوامل السيئة الناشئة من الاختلال الاجتماعي الذي وصفنا أعراضه فيما سبق، والناشئة كذلك التيار العالمي المنحدر بين الحربين العالميتين الكبيرتين؛ والحروب بطبيعتها تخلخل بناء المجتمع، وتجرف معها الاستهتار والانحلال على الأقل بحكم التعرض للخطر والموت، الذي يجعل انتهاب اللذائذ المتاحة أمرًا تدفع إليه دوافع الفطرة والضرورة.

وأيًّا ما كانت الأسباب، فقد انتهينا إلى مجتمع تشيع فيه الفاحشة، ويطفو على سطحه الاستهتار، ويبدو الانحلال في كل جوانبه. سواء ما يتعلق بالجنس، وما يتعلق بالمخدرات، وما يتعلق بالذمة والضمير والخلق في العمل والسلوك.

هذه الجموع المستهترة المنحلة من الرجال والنساء، يهولها – من غير شك – أن تسمع شيئًا عن حدود الإسلام، التي تفزع الفاحشين والفاحشات؛ بل عن أوامره ونواهيه التي تكبح النفوس، وتزجر الجناة، وتمنعهم بحكم العرف وحكم القانون من التبجح والاستهتار.

وندخل الأوكار النسوية المتناثرة هنا وهناك في هذا المجال، تلك