صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/141

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۳۷ –

مزاولتها والكسب منها في المجتمع.. تلك هي وظيفة التخدير والتغرير بالجماهير الكادحة العاملة المستغلة المحرومة؛ فأما حين يحكم الإسلام، فيعطى هذه الجماهير حقها؛ ويكف المستغلين والمستبدين عنها؛ ويحدد الثراء الفاحش الذي يؤذي بمجرد وجوده نفوس المحرومين الممنوعين.. حين يتم هذا فما وظيفة هؤلاء المحترفين في المجتمع؟ وما مكانهم في الدولة؟ وما عملهم مع الجماهير؟

إن حرفة الدين جزء من النظم الاجتماعية المختلة؛ وقطعة أصيلة أجهزة الحكم فيها؛ فإذا صحت تلك الأوضاع، وسلمت تلك الأجهزة، فحرفة الدين تصبح بلا طلب ولا ضرورة؛ لأن الدين ذاته يستحيل عملاً وسلوكاً، ونظاماً ومجتمعاً؛ ولا يظن أقوالاً وشعائر، وتمتمة وتراتيل.

وتلك حقيقة واضحة لا يدركها أولئك المحترفون بأفكارهم وعقولهم؛ فهم يدركونها بحسهم وفطرتهم، وما ينبغي أن نشك في ذكاء هذا الفريق من الناس؛ فإن في الكثيرين منهم طاقة كبيرة من الذكاء والمهارة والبراعة، يستغلونها استغلال الحواة، ويستخدمونها استخدام السحرة، ولو عاشوا في ظل نظام صالح يستغل هذه الطاقة استغلالاً سليماً، فربما كسب المجتمع منها كسباً عظيماً! فأما الآن فهم مجرد تروس في جهاز الاستغلال. وهم مستنفعون مستغلون بدورهم؛