صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/140

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۳٦ –

في الواقع ليست غريبة إلا في ظاهر الأشياء. إن هؤلاء جميعًا إنما يعرفون أن ليس في الإسلام «رجال دين» يرتزقون باسم الدين وحده ولا يؤدون عملا آخر منه يأكلون.

إن الدين ليس حرفة في الإسلام؛ إلا أن يكون اشتغالا بتعليم الناس، شأنه شأن أية مادة من مواد المعرفة الإنسانية الأخرى. أو قضاء في أحوالهم المختلفة، شأنه شأن أي تخصص في عمل من الأعمال.

وإن هؤلاء جميعاً ليعرفون أن الإسلام يطارد الدجالين، الذين يجمعون حوله الترهات والخرافات، فالإسلام عقيدة بسيطة واضحة، لا تعتمد على المعجزات والكرامات والشفاعات والدعوات. إنما تعتمد على العقيدة المستقيمة، والسلوك النظيف، والعمل الصالح، والجد والإنتاج.

ولو حكم الإسلام فسيكون أول عمل له أن يطارد المتبطلين الذين لا يعملون شيئًا ويعيشون باسم الدين؛ والدجالين الذين يلبسون وضوح الإسلام بغموض الأساطير، ويستغفلون باسمه عقول الجماهير، والدراويش الذين لا يعرف لهم الإسلام مكانًا في ساحته، ولا عملا في دولته. وهم في مصر كثير جد كثير.

والمحترفون من رجال الدين يعرفون أن لهم وظيفة أساسية في المجتمعات الإقطاعية والرأسمالية، وظيفة ترزقهم الدولة عليها، وتيسر لهم