صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/134

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٣٠ –

ميول فرنسية. فلما أن صارت إليه وزارة المعارف، أدركوا أن هنالك خطراً على الثقافة الإنجليزية قد يصيبها مع وجود هذا الوزير.

وهنا فقط تذكروا أن طه حسين أديب كبير، يستحق الدعوة إلى انجلترا، والضيافة على الحكومة البريطانية، والمعهد البريطاني؛ والتكريم بالألقاب الجامعية من جامعات الإنجليز. فقط عندما صار وزيرا للمعارف!

إنه الاستعمار يخشى على حبائله في وزارة المعارف أن تنكشف أو أن تتزعزع!

والاستعمار يقوم في وجه الحكم الإسلامي، لغرض معلوم ومفهوم؛ وهو منطقي مع نفسه؛ فما يعقل وهو يحارب الإسلام عقيدة مستكنة، أن يدع هذه العقيدة تستحيل شريعة، ويدع قوتها الروحية تستحيل قوة مادية. والمستعمرون لا يجهلون جهالتنا، ولا يغفلون غفلتنا عن دعوة القرآن القوية: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ . ولا يغيب عن أذهانهم أن الحكم الإسلامي سيرد جهاز الدولة كله إسلاميًا: جهازها الاقتصادي والحربي والتعليمي، كما سيصوغ المجتمع صياغة إسلامية، وليس أخطر من ذلك كله على الاستعمار الظاهر والخفي سواء.

كذلك يدرك الاستعمار أن قيام حكم إسلامي سيرد الدولة إلى