صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/133

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۲۹ –

أولئك الذين اصطلح الناس على أن يسموهم رجال دين، من الأشياخ والدراويش؛ يمثلون جمود الفكر، وضيق الأفق، أو يمثلون الخرافة والجهالة، ثم يصبغون ذلك كله بصبغة الدين؛ فيظهرونه بشعًا شائها منفرًا. ثم يرتكبون في سلوكهم الشخصي والاجتماعي جرائم وموبقات شائنة؛ فيذهبون بكرامة الدين وجديته واحترامه؛ وبخاصة حين يشترون بآيات الله ثمنًا قليلاً، فيناصرون الاستغلال والطغيان، باسم الإسلام، وباسم القرآن!

وبذلك تعاون التعليم الاستعماري القائم في وزارة المعارف بإشراف مصنوعات الاحتلال المشرفة على البرامج والنظم والمناهج والكتب؛ مع رجال الدين المزعومين، على أن يبلغ الاحتلال غايته، وأن يبلغ الاستعمار الروحي والفكري ذروته، حتى بعد ذهاب الاحتلال!

وفي عناية الإنجليز بوزارة المعارف نضرب مثالاً قريبًا حاضرًا قد لا يلتفت إليه الكثيرون.

لقد كان الإنجليز يعرفون أن في مهر رجلًا اسمه الدكتور طه حسين. وكان الدكتور طه هو الدكتور طه الكاتب الأديب الأستاذ الجامعي كما هو. لم يزد عليه إلا أن أصبح بوما وزيرًا للمعارف.

وكان الإنجليز يعرفون أن ميول الرجل - حسب ثقافته -

(٩)