صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/128

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۲٤ –

الإسلام، فهو لا يستطيع أن يتحقق كاملاً وقوياً في هذه الأرض بغير هذا الحكم، الذي يحول العقيدة شريعة، ثم يقف ليحميها ويدفع عنها.

لذلك يحاربون رجعة الحكم إلى الإسلام محاربة قوية لا هوادة فيها. يحاربونها بنفوذهم وبقوتهم، كما يحاربونها بوساطة المغفلين منا، وذوي المصالح الذين يخشون حكم الإسلام عليها.

وعلى حين تنكر أوربا وأمريكا على الإسلام أن يحكم في أية بقعة من بقاع الأرض، وأن تقوم على أساسه دولة تحمل لواءه، وتعمل بفكرته، وتنفذ قوانينه. وعلى حين ينعق الناعقون هنا وهنالك في الأفطار الإسلامية ممن استعمرت أوربا وأمريكا أرواحهم.. بأن الزمن قد مضى فلم يعد يحتمل قيام دولة على أساس الدين..

على حين هذا وذاك تنبت كالشوكة دولة إسرائيل! ترتكز على الدين - وعلى الدين وحده - فاليهودية ليست جنسية بل ديانة. تضم الروسي والألماني والبولندي والأمريكي والمصري واليمني ... وكل من هب ودب على وجه هذه الأرض من الأجناس. وعلى اليهودية وحدها ترتكز إسرائيل بتشجيع انجلترا، وتمويل امريكا. فأمّا روسيا الشيوعية فلنضع حديثها في هذه المأساة على جنب! فإن نكيرها على الدين أشد، وإنكارها لقيام دولة على الدين أعنف، ولكن هذا كله يتبخر وتتبخر معه مبادئ الشيوعية الأساسية، عندما يطل وجه المصلحة الشخصية!