صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/129

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۲٥ –

وما يلقاه الحكم الإسلامي من عنت الصليبية في مصر تجد منه «الباكستان» اليوم ما تجد في قضية كشمير مع الهند والمغفلون هنا لا يفطنون إلى أنها الروح الصليبية التي تملى على هذه الدول المسيحية سياستها، فيحاولون أن يردوها إلى أسباب أخرى!

إن أجهزة الدعاية الأمريكية في الشرق هي التي تتولى الدعاية للهند؛ بأموال أمريكية يظهر صداها في صحافة الشرق واضحًا! لماذا؟ لأن الهند ليست مسلمة، ولأن بينها وبين أول دولة مسلمة في الشرق نزاعًا. والكثرة من الحاكمين في الدولة الأمريكية تخرجوا في المعاهد التبشيرية. وهي حقيقة أفضي إلىّ بها أحد الأساتذة الإنجليز الذين التقيت بهم في أمريكا، وعدّ لى عشرات من الأسماء البارزة في وزارة الخارجية الأمريكية وفي السلك السياسي - ولم يكن يفضي إلىّ بهذه الحقيقة بريئا لوجه الله! وإنما هو - كما عرفت فيما بعد - أحد رجال قلم المخابرات البريطاني الذين يهمهم ألا يثق الشرقيون كثيرًا في نيات أمريكا! مما دعاني إلى التشكك في بياناته لي فتحققتها بوسائل أخرى.

إن الإسلام لا يجوز أن يحكم.. هذه رغبة العالم الصليبي. وعلينا نحن أن نذعن. وأن نصدق ما يوحى إلينا به الصليبيون في الشرق والغرب، في سذاجة وغفلة، باسم التحرر والثقافة!

ألا من الأقزام، بمن يقنعهم أنهم ليسوا بعد إلا الأقزام؟!