صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/127

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۲۳ –

تبذلها أوربا وأمريكا لنشر المسيحية في أرجاء العالم كله؛ في مجاهله ومعموره سواء لا ندرك أن للكنيسة الكاثوليكية وحدها نحو أربعة آلاف بعثة تبشيرية، تنتشر في أنحاء الأرض؛ وتذهب إلى مجاهل الكونغو والتبت ووراءها الأموال الضخمة التي لا تنفد.

وهذه الجهود لا يقوم بها المبعوثون وحدهم، بل تعتمد كل الاعتماد على الوطنيين في البلاد الأخرى؛ وتتخذ لها طرقًا وعنوانات شتى؛ وتتزيا بأزياء كثيرة ليس الزي الديني إلا واحدًا منها. ففي مصر مثلا يعد رجل كجورجي زيدان منشئ دار الهلال، ورجل كسلامة موسى الكاتب الصحفي، رسولين مهمين للتبشيرية؛ يجدان في غفلة المصريين والشرقيين - بما في ذلك أصحاب الصحف والقراء - مجالا طيبًا للعمل، الذي لا تنهض به جمعيات تبشيرية كاملة. باسم الثقافة والأدب والصحافة!

والحكومات تشجع هذه البعثات وتؤيدها، لأنها ترمى من وراء المسيحية إلى أهداف سياسية واقتصادية؛ وتعد المسيحية علماً قومياً ينتشر ظله في هذه الأصقاع كما أسلفنا.

والدين الوحيد الذي يقف في وجه هذه الجهود، هو الإسلام وحده كما تقول تقريراتهم، وكما يفصح أحياناً بعض الصرحاء منهم!

وهؤلاء الصليبيون يعرفون أن الإسلام ليس شيئًا آخر غير حكم