صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/126

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٢٢ –

ولمصلحتها الخاصة كما سيأتي – وقال المغفلون هنا: إن الدسائس الاستعمارية والمصالح الشخصية وحدها هي التي تحرك انجلترا وأمريكا. ذلك أنهم لا يفطنون إلى أن روح الصليبية كامن وراء السياسة الاستعمارية كذلك، يذكي العوامل الظاهرة ويقوّيها.

وقد بقي بيت المقدس القديم وحده في أيد عربية - هي على كل حال مسلمة! وهنا يجيء دور هيئة الأمم، لترد هذه البقعة إلى حكم الصليبين مرة أخرى! لا باسم الصليبية سافرًا، ولكن باسم «التدوبل» وتجد من صراع الأقزام الدائر بين الدويلات العربية، بل بين البيوت المالكة وحدها في هذه الدويلات، مشجعًا وناصرًا. وتجد من ساسة الأقزام في هذه الدويلات البائسة، من بعد ذلك سياسة قومية مرسومة!

إن الصليبيين يعرفون ويقول الصرحاء منهم - وقد سمعته في أمريكا بأذني - إن الإسلام هو الدين الوحيد الخطر عليهم. فهم لا يخشون البوذية ولا الهندوكية ولا اليهودية، إذ أنها جميعًا ديانات قومية لا تريد الامتداد خارج أقوامها وأهليها؛ وهي في الوقت ذاته أقل من المسيحية رقيًا. فأما الإسلام فهو – كما يسمونه – دين متحرك زاحف. وهو يمتد بنفسه وبلا أية قوة مساعدة. وهذا هو وجه الخطر فيه في نظرهم جميعًا ولهذا يجب أن يحترسوا منه، وأن يقاوموه ويكافحوه.

ونحن الغافلين في الشرق لا ندرك ضخامة الجهود التبشيرية التي