صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/125

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱٢۱ –

لا بأيدي أعدائهم الدهاة، ذلك بينما العالم الغربي كله ينصب للإسلام، ويكن له العداوة والبغضاء!

إن الحروب الصليبية لم تضع أوزارها إلا في نفوس المسلمين وفي عالم المسلمين؛ فأمّا في العالم المسيحي فهي مشبوبة الأوار؛ وهي تشغل من أذهان القوم وسياستهم مكانًا بارزًا، يبدو في شتى مناحي الحياة. ونحن بغفلة منقطعة النظير نقدم لهم العون والمساعدة في هذه الحرب المشبوبة الأوار.

إن الصليبين الأحياء لم ينسوا يومًا أن بيت المقدس هو البقعة التي ثارت من أجلها الحروب الصليبية، وحينما دخل الماريشال «ألنبي» بيت المقدس في الحرب العظمى الماضية. تحرك لينفث لسان الصليبية الكامنة في دمه وفي دم كل صليبي. تحرك لينفث أوار الصليبية الكامن:

«والآن انتهت الحروب الصليبية»!

وحين قضت السياسة الاستعمارية والواقع المادي أن تكون فلسطين للعرب – أهلها وسكانها – تحركت هذه الصليبية مرة أخرى بفكرة الوطن القومي لليهود؛ ثم انتهت إلى المأساة الأخيرة على عين انجلترا وأمريكا وبصرهما، وبأسلحتهما وأموالها – تشترك معهما الشيوعية التي تطرد الدين من حسابها، إلا أن يكون هذا الدين هو الإسلام، فهي تحاربه باسمها لا باسم الصليبية، تحاربه لحسابها الخاص