صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/121

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۱۱۷ -

التي يزعم المروجون لها هنا، والمستغفلون من إخواننا أن لا علاقة لها بالأديان، ولا عصبية فيها ضد الإسلام وفي الهند التي هددنا سفيرها في مصر، لأن سفيرنا بالباكستان قد نسبت إليه كلمة حق من كشمير. لا بل إن هذه الجرائم الوحشية لترتكب ضدهم في عقر دارهم، في الشمال الإفريقي على يد فرنسا، وفي جنوب السودان على يد إنجلترا، وفي كل مكان يضع فيه الاستعمار قدمه حتى الآن!

إن كل ما يذكرونه ضد حكم الإسلام هو أصداء لبعض المذابح الأرمنية على أيدي الترك المتأخرين. ولكن هذه المذابح لم تكن وليدة تعصب ديني، بل كانت ذات طابع سياسي. فهذه العناصر كانت شوكة تستخدم دائمًا لوخز الدولة العثمانية في إبان ضعفها، وتحركها روسيا أو أوربا لأسباب سياسية، ناشئة عن روح صليبية، على أن ما وقع للأرمن المسيحيين وقع مثليه للعرب المسلمين في سورية، في ظروف سياسية مشابهة. وقد قامت بهذه وتلك أرذل العناصر في الدولة العثمانية، تلك العناصر التي هي بطبيعتها شغوفة بالدماء والقسوة والإجرام؛ واستوى المسلمون وغير المسلمين في تلقي ويلاتها وآثامها في طول البلاد. وما كان هؤلاء فهمة للإسلام ولا لغير الإسلام!


    سنغافورة بالمدافع الرشاشة! إنها تدل على التسامح الديني الكامل! التسامح الانجليزي والهولندي بطبيعة الحال!