صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/120

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۱٦ –

من التسامح في ممالك السلطان ما أنكره عليهم إخوانهم في المسيحية. وربما يحق لمقاريوس بطريق إنطاكية في القرن السابع عشر أن يهنئ نفسه حين رأي أعمال القسوة الفظيعة التي أوقعها البولنديون من الكاثوليك Catholic Poles على روسي الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية، قال مقاريوس: «إننا جميعا قد ذرفنا دمعًا غزيرًا على آلاف الشهداء الذين قتلوا في هذه الأعوام الأربعين أو الخمسين على يد أولئك الأشقياء الزنادقة أعداء الدين. وربما كان عدد القتلى سبعين ألفًا أو ثمانين ألفًا. فيا أيها الخونة! يا مردة الرجس! يأيتها القلوب المتحجرة! ماذا صنع الراهبات والنساء؟ وما ذنب هؤلاء الفتيات والصبية والأطفال الصغار حتى تقتلوهم؟ ولماذا أسميهم البولنديين الملعونين؟ لأنهم أظهروا أنفسهم أشد انحطاطًا وأكثر شراسة من عباد الأصنام المفسدين، وذلك بما أظهروه من قسوة في معاملة المسيحيين؛ وهم يظنون بذلك أنهم يمحون اسم الأرثوذكس. أدام الله بقاء دولة الترك خالدة إلى الأبد.»

فماذا لقي المسلمون في مثل ذلك الزمان؛ بل ماذا يلقون حتى الآن؟ إن الجرائم الوحشية ترتكب ضدهم في الحبشة جارتنا، وفي الملايو تحت الحكم الإنجليزي1 وفي روسيا ويوغوسلافيا وسائر البلاد الشيوعية


  1. وأقرب الحوادث إلى الأذهان حادث الفتاة الهولاندية التي التقطتها سيدة مسلمة وهي طفلة شاردة فرعتها وربتها، فنشأت مسلمة وتزوجت من مسلم.. وإذا بالدولة الانجليزية تجند جيشها لرد هذه الفتاة إلى المسيحية، وضربه مسلمي