صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/119

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۱٥ –

وسأختار هنا عهدًا من عهود الإسلام كان ينتظر أن يكون أشد العهود تعصبًا وقسوة وفظاظة. إذ أنه كان في العهود المظلمة، وكان القائمون عليه هم الأتراك. وسأدع كاتبًا مسيحيًا أوربيًا يتحدث عنه في معاملته للأقليات غير المسلمة والبلاد المفتوحة، وسأكتفي بهذا المثال دون سواه، لأنه يبلغ فصل الخطاب في هذا المقام.

قال «سيرت . و . أرنولد» في كتابه «الدعوة إلى الإسلام» ترجمة حسن إبراهيم حسن، وعبد المجيد عابدين، وإسماعيل النحراوي ص ۱۳۸ – ص ۱۳٩.

« إن المعاملة التي أظهرها الأباطرة العثمانيون للرعايا المسيحيين – على الأقل بعد أن غزوا بلاد اليونان بقرنين – لتدل على تسامح لم يكن مثله حتى ذلك الوقت معروفة في سائر أوربا: وإن أصحاب كلفن Calvin في المجر وترنسلفانيا، وأصحاب مذهب التوحيد Unitarians من المسيحيين الذين كانوا في ترنسلفانيا، طالما آثروا الخضوع للأتراك على الوقوع في أيدي أسرة هابسبورج المتعصبة، ونظر البروتستانت في سيليزيا إلى تركيا بعيون الرغبة، وتمنوا بسرور أن يشتروا الحرية الدينية بالخضوع للحكم الإسلامي. وحدث أن هرب اليهود الأسبانيون المضطهدون في جموع هائلة، فلم يلجأوا إلا إلى تركيا. كذلك نرى القوزاق Cossaks الذين ينتمون إلى فرقة المؤمنين القدماء Old Believers الذين اضطهدتهم كنيسة الدولة الروسية، قد وجدوا