صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/116

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۱۲ –

رقيقاً، أو أن يحبسهن في الحريم. وهي خشية لا أساس لها، ولا يعرف الإسلام منشأها. والذي نعلمه ونؤكده أن المرأة الفاضلة ليس لها أن تخشى الإسلام وحكمه شيئًا؛ فقد منحها الإسلام من الحرية الواسعة الكريمة ما هو حسب أي إنسان فاضل شريف للعمل المثمر في حياة المجتمع.

منحها حق الملك والكسب بالطرق المشروعة؛ ومنحها حرية تزويج نفسها ممن تشاء بلا ضغط ولا إرغام؛ ومنحها حق الخروج والدخول في ثياب محتشمة، لا تثير الشهوات ولا تجعلها نهبًا للنزوات.

نعم. إنه منعها أن تخرج للناس بثياب السهرة! أو أن توزع النظرات الغزلة، والضحكات الفاجرة.. فمن كانت لا تعرف الحرية إلا هكذا، فلتخش الإسلام وحكم الإسلام!

فأما الذين يتحككون بحرية المرأة، ليتحككوا بالمرأة، من أصحاب الأقلام المائعة؛ فأولئك يعرفون أهدافهم؛ وتعرفها أوكار النساء التي ترحب بهم، وتدعوهم إلى حفلاتها الداعرة، التي يتجرد فيها الإنسان من كل مقوّمات الإنسانية، ليرتد حيوانًا في غابة، وينقلب الإنسان ذكر وأنثى.. وهذه الحفلات الداعرة لا يعرفها الإسلام.

لقد كان النساء في عهد محمد صاحب هذا الدين، يذهبن