صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/115

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۱۱ –

إن الحلال بين والحرام بين. أمّا الذين يتعمدون التأويل الأغراض غير التي يعنيها القانون، فهم مستطيعون ذلك في كل وقت، وفي ظل أي قانون. وها نحن أولاء نرى كل وزارة تلي الحكم تجد للقانون تفسير وتأويلا، وترتكب في ظله مالم يخطر على بال واضعه. أيقال حينئذ إن هذه القوانين يجب أن تلغي، لأن طاغية من الطغاة قد أولها تأويلًا سيئًا تقبله نصوصها أو لا تقبله؟ فما بال القانون الإسلامي وحده هو الذي يتهم عندما يؤوله الطغاة تلك التأويلات؟

إنها شبهة ظالمة في الواقع لا تنهض على أساس سليم.

الحريم !!!

هنالك شبهة قوية لصقت بهذا الدين، وهي بعيدة عن روحه وتعاليمه، بعدها عن الواقع التاريخي فيه.. شبهة «الحريم»!

إن «الحرملك» و «السلاملك» الفظان ترکیان، يشيران إلى نشأة ذلك النظام في العالم الإسلامي. وما أظن أحدًا يتهم الأتراك بأنهم فهمة للإسلام، ولا كانوا من الصحابة ولا التابعين!

لقد كانت وثبة الإسلام بالمرأة وثبة ثورية بالقياس إلى العصر؛ وما تزال إلى اليوم خطوة إنسانية كريمة، لم تزد عليها الحضارة الغربية إلا حرية الاستهتار!

إن الكثيرات يخشين لو عاد الإسلام إلى الحكم أن يردهن