صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/117

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ۱۱۳ –

إلى المسجد للصلاة، ويذهبن إلى السوق للتجارة، ويخرجن في الغزوات التشجيع الرجال. فإذا جاء عصر من عصور الظلم والاستبداد فأحال المرأة سلعة، فقد أحال ذلك العصر نفسه الرجال إلى أرقاء.

إنه ليس الإسلام الذي كان يأمر السلاطين بإلقاء الرجال في جب الحيات؛ وكذلك لم يكن هو الذي يأمر الرجال بإلقاء النساء في «الحريم» إنما كان ذلك ظلمًا شائعًا ذهب ضحيتها الرجال والنساء سواء.

كذلك ليست «الحرية» هي التي تكشف الأفخاذ والنهود في الحفلات الساهرة اليوم. إنما هي الدعارة الروحية تتزيا بزي الأرستقراطية، والعبودية للجسد تنزيا بزي الحرية.

فإذا جاء حكم الإسلام، فيرد للمرأة حريتها الكريمة التي تنقذها من الرجعية التي لا تزال نسيطر في بعض الأوساط؛ والتي تنقذها كذلك من الإباحية التي خرجت من وسط «الأرستقراطية».

إنه سينقذ روح الإنسانية المهينة في «الحريم» وفي «الصالون» سواء. فهي في الأولى مهيئة بالكبت والظلم، وهي في الثانية مهينة بالرخص والابتذال.

إنه لا خوف من الإسلام على امرأة فاضلة تزاول نشاطها الإنساني في حدود الشرف والكرامة. فأما اللواتي لا يسعهن هذا المجال، فلهن أن يخشين كل الخشية من حكم الإسلام1.


  1. يراجع هذا الموضوع بتوسع في كتاب «السلام العالمي والإسلام» (فصل: سلام البيت)
(٨)