صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/105

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ١٠١ –

لا أستطيع مقاومتك وأنت يمكنك أن تفعل مع هذه الجريمة، ويمكنك أن تنجو من عقاب القانون، ولكنى أريد أن أقول لك قبل أن تبدأ: إن الله لن يترك هذه الجريمة بلا حساب. فابتعد عنى.

«وظل تعذيبى. وتلفت أعصابى.. وكنت لما أذهب إلى اسماعيل عوض بك وأشكو له يضرب الجرس ويأتى الحرس فيقول لهم: هاتوه لى أخرس خالص!

«وجاءنى ابراهيم عبد الهادى باشا ٤ مرات وقال لى أنا أبهدلك وأبهدل أهلك وأنا الحاكم العسكرى.

«كما جاء النائب العام محمود منصور باشا فلما تقدمت له شاكياً قال أنا عارف كل حاجة وتركنى.

«إن من الغريب حقاً أننى حينما حضرت اليوم لأداء الشهادة وجدت بعض رجال البوليس معهوداً إليهم المحافظة على الأمن. وكنت أعتقد أنهم الآن أمام المحكمة لمعاقبتهم على ما ارتكبوه من آثام.

«الرئيس: هل طلبوا منك أقوالاً معينة؟

« - نعم. أن أقول: إننى أعرف مالك وعاطف وإننى مشترك فى الاعتداء على حامد جوده.

«وما كاد المتهم ينتهى من هذه العبارة حتى ارتجف بدنه وحملق في الهواء وأصيب بنوبة عصبية إغمائية. وجعل يرسل شهيقاً عصبياً مؤلماً، أبكى معظم الحاضرين فى القاعة.